جاسم الرصيف
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7139
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد أن اختلطت البيادق في مضمار احتلال العراق 2003، شكلت هذه الانعطافة المصيرية حيودا حادا في قدرتي على الكتابة.. بت ّ أتعاطي المقالات السياسية الساخرة، لأول مرة في حياتي، نهجا بدلا من الكتابة الروائية التي أدمنتها منذ أكثر من عشرين عاما عندما احتلت أميركا ــ التي استضافتني عبر الأمم المتحدة في تركيا لاجئا، مع عائلتي ــ بلدي، ووجدت نفسي مشنوقا على غربتين.
( المعارضة )، قبل 2003، التي وعدت العراقيين بعراق ( نموذج ) أوفت ( بعهدها !؟ ) : قتلت مليونين وشرّدت ستة ملايين من العراقيين في ظل قوات الإحتلالات المركبة للعراق، ونالت حكوماتها موقع واحدة من أفسد حكومات الأرض وأخطرها على شعبها وحتى على شعوب الدول المجاورة من خلال أجهزة تخصصت في القتل والإختطاف وتزوير الحقائق، تأريخية وآنية، وأخطرها ــ حسب ظني المتواضع ــ التضليل الثقافي الذي عزل الثقافة العراقية عن ثقافات كل الشعوب.
وعندما تلمّست ذات الرؤى لدى كثرة من الكتاب والكاتبات من بني قومي، العراقيين من مختلف القوميات، على رفض قاطع للإحتلال وتبعاته الطائفية الرثة التي تعدّت حتى حدود العنصرية الموغلة في دمويتها، وجدت ان الكلمات المقاومة لاتكفي لشق ّ خندق وطني واضح وقوي في معمعة الأضاليل الثقافية التي تروج لها أبواق تقبض عمّا تكتبه من دهاليز الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكردية،، وجدت أن بناء خندق واضح المعالم من كتاب مقاومين لابد أن يبدأ بمنظمة " كتاب عراقيون من أجل الحرية ومقاومة الإحتلال ".
أول كاتب أيد الفكرة وبحرارة هو الأستاذ علي الصراف، وثاني كاتب أيدها وبدون تحفظ، بعد قراءة مضمونها الفكري هو الأستاذ صباح البغدادي، وإنتشرت الفكرة لدى أساتذة وأستاذات غيرهما ــ ولامجال للتسمية والتعداد في مقال ــ ولكن علي ّ أن أذكر أن أساتذة وأستاذات من كبار كتاب العراق، ومن مختلف الأجيال، مروا كأعضاء في منظمتنا قبل الإعلان عن تأسيسها، بعضهم بقي وبعضهم إنسحب لمختلف الأسباب، وأقدم للجميع، من إنسحب ومن بقي، أطيب تحيات منظمة كتاب عراقيون من أجل الحرية.
قبل الإعلان عن المنظمة رسميا :
منذ بداية عام 2008 كنا نتحاور مع بعضنا حول النظام الداخلي للمنظمة وحول مسارات عملها المستقبلية، وقد إختلفنا بشكل حاد على تعريفات لمسارات أساسية تخص المنظمة من حيث:
إمّا أن تطرح نفسها بديلا عن ( إتحاد أدباء العراق ) الحالي، الذي لم يعلن إدانته لإحتلال العراق حتى كتابة هذه الكلمات، أو تقدم المنظمة نفسها كأي منتدى ثقافي آخر، رافض للإحتلال، ولكنه لايحمل شرف إقرار الرفض الكلّي لكل الكيانات المؤازرة للإحتلال ومنها وبشكل مهني خاص: رفض ( إتحاد أدباء العراق ) بصيغته الحالية المجيرة لصالح الإحتلالات، وهو رفض وفق تفسيرنا ورؤانا لمن يؤازرون الوضع القائم عن عمد وقصد، وليس رفضا لكل أديب عراقي وقع مرغما تحت هذه الإحتلالات وأصبح مجبرا بقوة السلاح على السكوت عن أبشع المجازر البشرية في مستهل هذا القرن.
انسحبت كثرة ممن ساهموا، مشكورين بكل تأكيد، في التجمع التأسيسي للمنظمة على شظايا مفردة ( بديل ) لإتحاد أدباء ( بريمر )، ليس لأن بعضا منهم يؤيدون الاحتلال، بل تحاشيا لإشكالات قانونية، وتاريخية ( تأريخ إتحاد أدباء العراق )، وإشكالية قبول المنظمة عضوا في إتحاد الإدباء العرب وبقية المنظمات والاتحادات المهنية الدولية ، ومازلنا ننظر بعين المحبة والتقدير لمن انسحبوا لهذا السبب، ولم نتقدم لطلب العضوية في أي إتحاد، أو منظمة، عربية أو دولية بعد.
بعد الإعلان عن تأسيس المنظمة يوم 2008.7.7 :
يوم 2008.7.7 كان قد تبقى منا ( 77 ) عضوا وعضوة، وتيمنا بهذا الرقم ( 77 )، ومصادفته في اليوم السابع من الشهر السابع في من ذاك العام،أعلنا عن تأسيس المنظمة ونشرنا أسماء من إلتحقوا بها في وسائل الإعلام، ولكننا فوجئنا بإنسحابات أخرى من أساتذة وأستاذات فضلوا عدم نشر أسمائهم، وعدم العمل علنيا ضد الإحتلال، مع أننا تركنا لمن تحفّهم المخاطر، داخل وخارج العراق، أن يستخدموا أسماء مستعارة، شرط معرفة المنظمة بالإسم الحقيقي الصريح.
وبعد الإعلان توالت الإنتسابات الى منظمتنا، ومازال باب الإنتساب مفتوحا لكل كاتب، أو كاتبة، أو الفنيين المعنيين بالكتابة، من العراقيين الرافضين للإحتلالات الحالية والرافضين لكل التبعات الطائفية المقيتة التي أفرزت نفسها من جراء الإحتلال..
عديدنا اليوم : ( 145 ) !!.
صدرت بحق أعضاء منظمتنا أحكام بالإعدام، لامجال لحصرها في مقال، من قبل فرق الموت المرتبطة بالحكومات المتعاقبة التي نصّبتها الإحتلالات، وتلك هي تيجان الشرف التي نسعى لها،، لأننا مؤمنين بأننا لسنا أفضل ممن إستشهدوا دفاعا عن العراق، ولاأقل شأنا ممن يحملون السلاح ذودا عن شرف وكرامة العراقيين، وإن هي الاّ إعتراف بأننا قد أصبحنا أكثر تأثيرا وقوة بتجمعنا في خندق وطني واضح المعالم.
استقلالية المنظمة :
كنا قد عرفنا أنفسنا، ومازلنا نعرف أنفسنا، على أننا منظمة مهنية عراقية وطنية مستقلة، لاعلاقة لها بأي حزب أو حركة، سياسية أو دينية، وأننا نقف على مسافة واحدة من جميع القوى الوطنية الرافضة والمقاومة للإحتلال، وأننا معنيين بشأن الحرية للشعب العراقي أثناء وبعد الإحتلال ــ بإذن الله ــ ولأننا منظمة مهنية حرّة يجد المراقب أن أعضاء وعضوات المنظمة يمتلكون كل الحرية في رؤاهم السياسية والفكرية شرط أن ترفض الإحتلال وتبعاته.
كلمة أخيرة :
نبحث عمّن : يساوينا بنفسه، حاكما او محكوما، ويغسل عنّا مرارة الظلم بعسل المساواة في كل شئ !.
نبحث عمّن : ( لايستعبدنا وقد ولدتنا أمّهاتنا أحرارا ) في زمن تعددت فيه انواع العبوديات !.