البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

صفحات مضيئة في تاريخ الحركة الوطنية المصرية

كاتب المقال د. ضرغام عبد الله الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9982


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ناضل الشعب المصري منذ عصر النهضة العربي الجديد(1850 ـ 1950)نضالاً دامياً، من أجل نيل وأستكمال وتعزيز الاستقلال السياسي، والحفاظ على ثرواته الوطنية.وتوج المصريون نضالهم بثورة يوليو التحررية / 1952، وبالمعارك الوطنية الرائعة: 1956/ 1967/ معارك الأستنزاف، 1973.

ومن المثير للسخرية أن يتصدى اليوم من يريد أن يعلم المصريين الحفاظ على ببلادهم والمصالح الوطنية والقومية التي افتداها المصريون منذ قرون طويلة، وهم أبطال حطين وعين جالوت، وبورسعيد ومعارك القناة وعشرات من النقاط المضيئة في تاريخ وطني وقومي وإسلامي ذهبي، هل هناك من قدم أكثر من مصر على مر الحقب التضحيات للإسلام والعروبة... ؟


يمثل الموقع الاستراتيجي لمصر التي تقع في نقطة المفصل بين قارات ثلاثة، وكذلك إنتاجها لمواد خام مهمة جداً للاقتصاد الرأسمالي مثل القطن، كما أنها تضم قياساً إلى المناطق الأفريقية الأخرى، قدرات واسعة للسوق الداخلية، تجعل من مصر هدفاً للاحتلال الاستعماري ولمساعي الرأسمال المالي الأوربي. وقد سهل الإسراف الجنوني وتسبب في إفلاس مزمن للعائلة الأجنبية المتسيدة ولا سيما في عهد الخديوي سعيد 1863ـ1854، والخديوي إسماعيل 1863ـ1879 الذين جعلوا نوايا المصارف اللندنية والباريسية ممكنة التحقق.

وبدأت فصول مؤامرة تدور بين الرأسمال المالي الأوربي الغربي والإقطاع المحلي من أجل أحكام ربط مصر بقيود السيادة الاستعمارية، وكان استغلال مصر ونهبها بواسطة الرأسمال الأوربي يتم عبر الاستغلال والاستسلام ونيل الأمتيازات وبناء المشاريع للري وللسكك الحديدية مقابل أسعار عالية، وغالباً استيراد السلع التافهة من الصناعة الرأسمالية واحتكار شراء المواد الخام، وتوزيع الأراضي الكبيرة عن طريق الحجز على أراضي الأشخاص غير القادرين على إيفاء ديونهم، كما أن ديون الدولة تصاعدت بشق قناة السويس بصفة متصاعدة. لذا أصبحت مصر أداة للاستغلال والتلاعب الدولي. وقد تصاعدت أرقام الأوربيين القاطنين مصر في عام 1836 من ثلاثة ألاف فرد إلى ثمانية وستون ألف فرد عام 1878. كما تأسس في مصر ثمانية بنوك بريطانية وفرنسية كبيرة، وتصاعدت أعمال المضاربات والتدليس السوداء التي يقومون بها، وكانوا ينالون في سوق المضاربات فوائد تصل إلى 40% على ديونهم.

وقد تمكنت بريطانيا(ونالت في ذلك دعماً دبلوماسياً من ألمانيا ومن إمبراطورية النمسا والمجر) باستخدام القوة المسلحة في ضرب النهوض الأول للحركة الوطنية للشعب المصري، وبرغم ذلك استمرت تلك العائلة الفاسدة والغريبة عن الشعب تقود البلاد، إذ لم تكن البورجوازية المصرية قد بلغت بعد المستوى الاجتماعي / الاقتصادي الذي يؤهلها للانتصار في معاركها ضد القوى المعادية الداخلية والخارجية، ولم تكن القيود قد ذابت في هذه المرحلة المبكرة من التحرر المصري حول الاستقلال الوطني، مع محاولة لتحطيم هذه القيود من التخلف في الهيكل الاجتماعي ولا سيما الحلول التي طرحتها البورجوازية الديمقراطية للمسألة الزراعية. من أجل مواصلة للنضال ضد الاستعمار ينطوي على آفاق للنصر والتحرر الوطني وهو الأمر الذي لم يحدث. وهكذا كانت الظروف الاجتماعية في مصر، وكذلك الظروف والمعطيات في ميزان القوى العالمي، كانت تجعل من اندلاع الحركات والانتصار المؤقت ممكناً، ولكن دون إحراز نجاح وانتصار نهائي.

وجدير بالملاحظة، بأنه في المرحلة الأولى من السيادة الاستعمارية البريطانية، تحسنت الظروف الاقتصادية والمالية لمصر، ولكن تلك لم تكن غاية بذاتها، بل أنها كانت وفي أحسن الأحوال شكلاً من أشكال الإدارة الاستعمارية التي ستكون في النهاية لمصلحة الاحتكارات الرأسمالية ومع أن مصر بقيت حتى عام 1914 رسمياً ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية، إلا أن الكلمة الحاسمة كانت للقنصل البريطاني اللورد كرومر 1803ـ1907 والدون غروست 1907 ـ 1911 واللورد كيتشنر 1911 ـ 1914، أما الخديوي ومجلس الوزراء فلم تكن لهم سلطة واقعية على الرغم من ولائهم لبريطانيا, وفي تفاصيل أعمال الوزارات فإن المستشارين الإنكليز هم من يقرر كل شيء، وكان عدد هؤلاء المستشارين في تصاعد من 100 عام 1882 إلى 1600 عام 1919.

وكانت هناك مجموعة صغيرة من أرستقراطية ملاكي الأرض، والسياسيون المحليون، يحاولون لفت الأنظار بمساهمتهم في الأعمال الحكومية الوزارية، وكان البرلمان الشكلي موجوداً منذ 1/ أيارـ مايو/ 1883، لكن بلا نفوذ واقعي، ولا يملك الحق في مناقشة فرض الديون المباشرة ومناقشة مشاريع القوانين. وكان 49 من أعضاء التجمع العام البالغ عددهم 64، من ملاكي الأراضي الكبار، وذلك عام 1913. وكان الجيش البريطاني المحتل يهتم بإحلال "الهدوء والنظام" وكذلك الشرطة البريطانية، كما كانت القوات المصرية بقيادة ضباط إنكليز.

أما السياسة الاقتصادية للإدارة الاستعمارية، فقد كانت مكرسة بصورة تامة لمصالح البورجوازية البريطانية وقد أصبحت مصر سوقاً جانبية وميداناً لاستثمار الإيداعات المالية وطرفاً لإمداد المتربول بالمواد الخام، فهزمت الورش التي تأسست في عهد محمد علي وإسماعيل بسرعة أمام المنافسة البريطانية وسرعان ما استهلكت القليل من المكائن المتيسرة وأصبحت حطاماً(خردة) وضاع بذلك وجود أكثر من 20 ألف من الصناع اليدويين، وأصاب التمزق الصناعات التي كانت متماسكة نسبياً مع النظام المهني ومنعت زراعة التبغ، وبسبب ذلك تدهورت الصناعة المصرية للتبوغ التي كانت مزدهرة.

وقد مارست بريطانيا ضغطاً شديداً على الحكومة المصرية من أجل فك ارتباط السوق عن أميركا واستقلالها عنها وربطها ببريطانيا لتقليص زراعة الحبوب والإكثار من زراعة القطن بدلاً عنها لغرض رفع حجم الإنتاج منه، ومع المنافسة المقتدرة لصناعة الغزل والنسيج البريطانية من أجل منح قفزة إلى الأعلى، (وذلك لكي تعوض بريطانيا خسارتها للقطن الأمريكي بعد استقلال أمريكا، وأبان الحرب الأهلية هناك).

وبينما كانت مساهمة القطن عام 1862 في الصادرات المصرية تصل إلى 63%، بلغت هذه النسبة عام 1907 إلى 88% وفي عام 1914 إلى 93%، كما تصاعد أنتاج القطن من 1، 6 مليون قنطار عام 1878 إلى 7 مليون قنطار عام 1908. ومن خلال هذا التخصص الأحادي الجانب، أصبح الاقتصاد المصري مرتبطاً بصورة تامة بالسوق الدولية للقطن، وبنفس الوقت لتعسف الشركات والتي كان معظمها بريطاني، كما أنهم هيمنوا على تجارة التصدير العربية. وتم بيع الأسطول المصري بأسعار زهيدة إلى رجال أعمال إنكليز، وفي نفس الوقت أصبحت مصر قبلة للتنافس المصرفي بين إنكلترا، فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، إيطاليا، أميركا، الذين خاضوا صراع بنوك فيما بينهم على حساب الشعب المصري.

وكان بين أيدي المستثمرين الصناعيين: منشأت الري، السكك الحديدية، ومصادر المواد الخام للبلاد، وعدا ذلك، فأنهم استحوذوا على مساحات شاسعة من الأراضي. وفي بدء الاحتلال البريطاني كان رأس مال البنوك في مصر يبلغ 5،699،000 جنيه. وفي عام 1914 بلغ 50،569،000 جنيه، وكانت مائة وستون شركة ولا سيما البريطانية منها قد تقاسمت ثروات البلاد. وفي مطلع القرن العشرين توصلت السياسة البريطانية إلى هدفها: كانت مصر قد أصبحت بلداً متخلفاً اقتصادياً وهي التي تمد بريطانيا بالمواد الخام لصناعتها وتشتري منها المواد والسلع المصنعة الجاهزة.
وفي تطور الثقافة بعناصرها المتنوعة، وجدت فيه سلطات الاحتلال العائق الحاسم. ولم تخصص الميزانية المصرية للتربية والتعليم أكثر من 1% من مجموع واردات الدولة. وباستخدام القليل من الإمكانيات، أمكن أنشاء الكثير من المدارس، التي كانت متوفرة في عهد محمد علي كأساس مادي، ولكن عدد المدارس الابتدائية هبط بعد الاحتلال إلى 700 مدرسة.
وفوق ذلك، فقد حدد الحكام الجدد من خلال إلغاء التعليم المجاني، من أعداد المدارس، وهذه الإجراءات التي أسستها السلطات الاستعمارية قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، لم توفر سوى 17 طفلاً من بين كل 10 ألاف طفل يتعلم القراءة والكتابة ولذلك كان 92% من السكان يعاني من الأمية، ويجهل القراءة والكتابة.

وكانت طبقة الإقطاع تمثل الداعم الرئيسي للسلطات البريطانية في مصر، وقد تمكنوا فعلاً من تقوية نفوذهم ومواقعهم الاقتصادية والسياسية بواسطة المحتلين الاستعماريين بشكل منتظم ودقيق. ففي العام 1910 تسيدت الأرستقراطية مالكة الأرض وصار بحوزتها 44% من المساحات الصالحة للزراعة، وبالمقابل كان الفلاحون قد سقطوا ضحية استغلال واضطهاد ثقيل.

وفي عام 1908 تصاعدت أرقام وفيات الأطفال في أوساط الفلاحين لتبلغ 38%، كما استمر ديون الفلاحين لدى مصرف الرهون مرتفعاً، وأزداد التمايز الاجتماعي بين الفلاحين أتساعاً، وتصاعد أعداد المالكين الصغار وبلغ حتى عام 1914 إلى 1 مليون تقريباً، بينما كانت سعة الأراضي كمعدل هو 0،44 فدان. وتحت هذه الظروف ظل الفلاح المصري هو الأفقر بين الفلاحين في العالم، وقد تجدد بشدة الجبروت الاقتصادي لمالكي الأرض في قطاع الزراعة وكذلك الاحتكار السياسي، بينما ما يزال مبكراً الحديث عن تشكل طبقة بورجوازية وطنية.

وفي الماضي عندما طورت البورجوازية المحلية نفسها حينما استغلت الطبقة العاملة في الأعمال لصالح الرأسمال الأجنبي، لم يكن حجمها يزيد على 2،5% من مجموع سكان البلاد على الرغم من الإجراءات العقابية والتنكيل الحاد الذي أنزلته السلطات الاستعمارية بالطبقة العاملة المصرية قبل الحرب العالمية الأولى، لا سيما في أعمال التبغ وفي مجال المواصلات، وكانوا قد كونوا العديد من النقابات التي بلغ تعداد أعضائها حوالي 7000 عضواً، كانوا قد بدؤا خوض معاركهم في الإضراب من أجل الإبلاغ عن مطالبهم الاقتصادية.

وقد أصبح من بين قادة الكلمة الأيديولوجيين من العمال المصريين، الممثلون التقدميون للثقافة والمثقفين، كالاشتراكي المنصوري، ونقولا حداد 1870ـ1909، وبرغم العداء الشديد الذي كانت تبديه الرجعية المحلية لهم، فقد كانوا يبذلون جهودهم في تعريف المواطنين المصريين على الفكر التحرري. ولكن الحركة التحرر الوطنية المصرية كانت تواجه أقوى السلطات الاستعمارية وأكثرها خبرة وتجربة، وكان ذلك يقلص موضوعياً من فرص نجاحها.

ثم بدأت الحركة الوطنية ووسائلها الثقافية تمر في مرحلة اللاشرعية أو بالأحرى، بما يسمى المعارضة في المهجر، حتى وإن كانت لم تمتلك بعد قوتها السابقة من أجل تجديد تنظيم النضال. إلا أنها أضافت الصلات الوثيقة مع الصحافة الفرنسية في مصر كالصحيفة الساخرة اللاذعة الغير مرخصة" الأستاذ " التي أصدرها عبد الله النديم في آب ـ أغسطس/1892، ولكن هذه الصحيفة منعت بتاريخ تموز ـ يوليو/1892. ولكن جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في آذار ـ مارس/ من العام التالي 1984 أصدرا مجلة من باريس كانا يحررانها بنفسيهما باسم " العروة الوثقى " التي كانت تدين بشكل حاد الاحتلال البريطاني وتنادي العالم الإسلامي للدفاع عن العدوان. ولكن الأثر الإيجابي للنشاط الصحفي لجمال الدين الأفغاني لم يدم طويلاً، ثم أن مساعية ومحاولاته لاقت الفشل بعد هزيمة القوى الوطنية في خلق طريق إسلامي صرف وتجديد النضال لتأسيس إمبراطورية إسلامية عظمى تحت حكم الخليفة العثماني.

ولم يقتصر الأمر على جمال الدين الأفغاني وأتباعه فقط، بل وأيضاً شبان من البورجوازية، مثقفين ومفكرين، وعلى الأغلب أبناء المشاركين في انتفاضة عرابي. وشرعوا بقيادة مصطفى كامل بالسيطرة على حركة التحرر في مرحلتها الجديدة. وأظهر مصطفى كامل شعوراً جارفاً بالمطالبة باستقلال مصر، والتربية الوطنية في بيت الأسرة المصرية، والدراسة في المدارس الحكومية، وكانت عبارات ومصطلحات: شقاء الشعب، واغتصاب البلاد عبر الطغيان الاستعماري البريطاني، والموقف اللاوطني للخديوي توفيق وطبقة الإقطاع، معطيات لعبت دوراً في تعبئة الجماهير في أحاديث المتحدث باسم الشعب عبد الله النديم.

وبالإضافة لمشاعر الاعتزاز والفخر بتاريخ البلاد والشعب، مثلت عناصر خارجية دوراً مؤثراً. فقد كانت كتابات كتاب أتراك، شجعان، يهدفون في أعمالهم إلى فك قيود الجمود في بلادهم وخلق ثقافة وطنية تركية، وكذلك في الازدهار الوطني على يد الثوريين يعاقبة الثورة الفرنسية، التي جسدها مازيني الإيطالي في ريزورجيمنتو Risorgimento.

وعندما أصبح مصطفى كامل عام 1893، في مقدمة الطلاب الدارسين في مدرسة الحقوق، هاجموا مكاتب تحرير صحيفة "المقطم" المعادية للعمل الوطني والتي كانت السلطة الاستعمارية البريطانية والخديوي تنفق عليها. وبذلك برز مصطفى كامل إلى المقدمة مرة أخرى. وفي نفس العام بدأ بإصدار المجلة الشهرية "المدرسة " وبعد ذلك بقليل (وكان قد أصبح المتحدث المعترف به بأسم الطلبة)، أسس جمعية " رد الحياة إلى الوطن " وفي عام 1897 نظم مصطفى كامل أول مؤتمر شعبي بعد الاحتلال البريطاني في القاهرة وطالب فيه تحت أنظار مرتزقة الاستعمار بإخلاء القاهرة بدون شروط، ومنذ ذلك الوقت كان كل من يعمل في المحاماة يعد ممثلاً لحركة التحرر المصرية.

ووجدت حركة التحرر المصرية في نموها المتصاعد الجديد، التعبيرات عنها في الصحف المصرية اليومية. وبين الأعوام 1895 و1900، تأسست في مصر 500 جريدة ومجلة. والطريقة الجديدة للمعارضة المصرية في نقل النضال التحرري من المجال الثوري إلى المجال الصحفي وتهيج حرب الصحافة بين المجاميع الوطنية المصرية الذين لم يكن بوسعهم خلق وتشكيل نواة ثابتة في العمل ضد الإنكليز، ومنذ أن أصدر مصطفى كامل عام 1900 صحيفة اللواء، غدت هذه الصحيفة بسرعة من أهم الصحف المصرية اليومية، وتطبع أعداداً كبيرة لكل طبعة.

وكانت صحيفة اللواء على عكس أغلب الصحف الأخرى في البلاد كصحيفة سياسية، فهي لم تعمل على توسيع وجهة نظر مصطفى كامل إلى الأهداف والوسائل كحركة تحرر فقط، بل ضمت إليها القوى الرئيسية للبورجوازية المتحررة، وأصبحت مركزاً للمناضلين النشيطين للاستقلال المصري في تلك المرحلة.

ماذا كانت أهداف مصطفى كامل في اللواء وفي النشرات وفي خطاباته العديدة التي كان يلقيها داخل وخارج البلاد..؟
لقد كان يطالب بالدرجة الرئيسية وباستمرار، بالاستقلال التام والسيادة لمصر والانسحاب الفوري لكامل الوحدات الاستعمارية البريطانية وكذلك للمستشارين في جهاز الدولة. وقد وصف مصطفى كامل تكتيك الأجنحة اليمينية التوفيقية للحركة الوطنية من خلال التفاوض مع بريطانيا وتحقيق استقلال مصر على مراحل ووصفها بخيانة مصالح الشعب، كما رفض الحوار مع السلطات الاستعمارية، ثم رفع المطالب بأجلاء القوات البريطانية من البلاد حالاً ودون شروط. وكان مقتنعاً بالتوصل إلى هذا الهدف خلال سنوات قليلة عبر مواصلة تربية المواطنين المصريين بلا كلل أو ملل على الروح الوطنية. وكان تعسف سلطات الاستعمار تسهل توعية المواطنين في هذا الاتجاه.

وبهذه الأساليب طبع الاستقلال الأفكار السياسية وتصرفات ومواقف مصطفى كامل. وقد حاول بصدق أن يزرع الوطنية في قلوب المصريين، ولكنه كان يعتقد أيضا ويؤمن بدور البورجوازية في المدن وكان يقدر دور الفلاحين، ولكن الوقت لم يكن قد حان بعد لدور البروليتاريا الوليدة الناشئة. وقد رفض النضال السياسي الجماهيري، السلاح الفعال لكل حركة تحرر وطنية معادية للاستعمار لأنه كان يخشى عواقبها الخطيرة، وذلك باستثمار خاطئ للتجارب الماضية من خلال الثورة البورجوازية لعرابي.

وفوق ذلك، فقد أستشرف وكذلك أتباعه في توجهاته: بأن البورجوازية التقدمية الفرنسية قد تحولت إلى بورجوازية استعمارية رجعية، وأنها تضطهد الشعوب الأخرى بقسوة ووحشية، وأنها وبسبب ضعفها الداخلي، والخطر الألماني الذي يهددها بحرب وقائية قبل الحرب، قد تراجعت عن المساعي الاستعمارية لاحتلال وادي النيل.

وعندما وضع مصطفى كامل الآمال الكبيرة على الجمهورية الثالثة، قابلت فرنسا هذه الآمال بطريقة أخر، إذ سارعت وصادقت على السيادة البريطانية لمصر، كما وضعت مراكش ضمن إمبراطوريتها الاستعمارية.

وبعد الاتفاقية الاستعمارية بين بريطانيا العظمى وفرنسا عام 1904، اشتد تماسك المجاميع بقوة حول مصطفى كامل باتجاه الإمبراطورية العثمانية، ولم يكن مصطفى كامل شديد الصلة بالأيديولوجية الإسلامية الصرفة، ولكنه رأي في ذلك وسيلة لكسب حلفاء جدد ضد بريطانيا العظمى كما أن العلاقات الوثيقة مع الإمبراطورية العثمانية كانت تعني له شيئاً من الحماية ضد ضم مصر إلى السلطة الاستعمارية البريطانية.

ولكن الدولة التركية لم تعد سوى ضلال لعظمة غابرة، وقد سلبتها القوى الأوربية العظمى(ومنذ زمن طويل)، حرية الحسم في القضايا السياسية الخارجية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا نفسها كانت تضطهد الملايين من العرب، إلا أنها وبعد ثورتها البورجوازية 1908 ـ 1909 أصبحت حليف للوطنية المصرية.

وبعد خيبة الأمل في السياسة الفرنسية حيال مصر، لم يعد مصطفى كامل ينتهج المحاولات العابثة في البحث عن حلفاء خارجيين، لأنه كان يشعر بالضرورة(وإن لم يفعل ذلك بشكل ثابت) التحول إلى أساليب النضال الثورية، وبخوض الهجمات ضد الاستعمار البريطاني، والنضال ضد عملائه الداخليين الذين كانوا يلتفون حول الخديوي من الباشوات وفئات الكومبرادور. وكذلك في الضرورة الحاسمة للارتقاء بأدراكاته(تقدم مفاهيمه وتطورها إلى راديكالية)تعززها التحولات الدولية الهامة، وقبل كل شيء الثورة البورجوازية الروسية، وبلاد فارس، ثورة تركيا الفتاة، وداخلياً حيال أحداث حاسمة: القضاء المخضب بالدماء الذي أقامته السلطات الاستعمارية عام 10906 للفلاحين في دنشواي في قراهم بمصر السفلى، وهي قرية فلاحية صغيرة في وادي النيل، التي تسببت في أطلاق مظاهرات احتجاجية للطلبة والفلاحين. وفي تلك الأيام قال مصطفى كامل:" هل هناك في حياتنا غير الخوف والجبن والنفاق، وأنه لواضح أن كل أمة تريد الاستقلال والتحرر من المغتصب الأجنبي، لها الحق في رفع راية العصيان، وأن تضحي بحياة البشر، وأن تسيل الدماء.، والأمة المصرية لها هذا الحق الشرعي بلا شك ". (1)

وهذا التحول لدى مصطفى كامل لم يبق لفظياً فقط، إذ بدأ هجومه على الخديوي عباس حليم الثاني 1892 ـ 1914، وعندما لم يعد يرى حظاً في استخدام التناقض الإنكليزي ـ الفرنسي في مصر، تحول إلى إعلان الخصومة التامة للبورجوازية البريطانية. ، وبالارتباط مع إعلان الخصومة هذه، طالب مصطفى كامل ببرلمان مصري " يقف بوجه كل طامع ".(4) وبدستور "يمسك الأمور بصرامة وشدة وتجعل الأمة تعبر بحرية عن رأيها وأفكارها وتراقب تصرفات الحكام" (5)، كما شن بنفس الوقت هجوماً حاداً ضد جهاز الدولة المصري الذي خان نضال الوطنيين المصريين من أجل الاستقلال وأصبحوا أدوات في أيدي الاستعمار البريطاني.

وكان للتصرف الحاسم للمتحدث الشعبي باسم المصريين، والموجة المعادية للإنكليز التي شملت كافة المناطق العربية، خلق المقدمات المناسبة للقنصل البريطاني العام للموافقة على تأسيس عدة أحزاب عام 1907 من أجل الحيلولة دون المزيد من التثوير لحركة التحرر المصرية.

وهكذا نهض إلى جانب حزب الإصلاح، الذي كان مؤسسوه من حاشية البلاط المتحالفين مع إنكلترا، حزب الأمة وهو حزب الليبرالية المصرية الذي كان يضم ممثلي أرستقراطية الأرض والبورجوازية الناشئة، فيما كان موقف الممثلون الممتازون للأفكار الليبرالية في ذلك الوقت: محمد عبدة ولطفي السيد وقاسم أمين، الذين كانوا يدافعون عن فكرة الأمة المصرية، كما طالبوا بإصلاح ديمقراطي للحياة البرلمانية وخلق صناعة وطنية ومكافحة الأفكار ذات التوجه الإسلامي المتطرف، وطالبوا بتأسيس جامعة وطنية ومساواة المرأة وحقوقها وأيضاً بإصلاح الإسلام السياسي حيث أضاع المتشددين بأفكارهم الصارمة القاسية، قوة التأثير الاجتماعي والسياسي.

ودون ريب، فقد كان نضالهم تقدمياً كممثلين ومتحدثين باسم البورجوازية التي كانت ما تزال في طور النهوض ضد الاستعمار وحلفاءه من الإقطاع المحلي، لذا كان عليهم النداء والحث على التعقل إزاء سلطات الاحتلال والأيمان بإمكانية برنامج الإصلاح وذلك من خلال التطور التدريجي، ذلك أن المبادرات (من فوق) عاجزة عن تحقيق النجاح.

وكان تاكتيك الحاكم البريطاني من أجل أحداث انشقاق في الحركة التحررية قد فشل نهائياً عندما تصدى مصطفى كامل والمجموعات الملتفة حوله وصحيفة اللواء جميعاً كدعاة للاستقلال المصري من بين معسكر المثقفين الوطنيين، والبورجوازية الصغيرة في المدن من جهتها بالخطوة الضرورية: فهم قاموا بتأسيس الحزب الوطني اعتمادا(بشكل واضح للعيان) على الأحداث الثورية لعام 1879، وقد مثل الحزب في مهمته التنظيمية بالمقارنة مع حزب عرابي خطوة متقدمة مهمة. كانت اللجنة القيادية العليا في التجمع الوطني تجتمع مرة واحدة، وتنتخب واحداً من 30 شخصاً يمثلون اللجنة التنفيذية، وعدا ذلك فقد بدأ النادي المركزي للحزب عمله في القاهرة الذي كان له فروعه في كافة المدن والقرى الكبيرة تقريباً، وأنتخب مصطفى كامل رئيساً للحزب مدى الحياة. وكان قد ترافق مع النية في تأسيس الحزب بشكل أقوى مما كان عليه إلى حد الآن، ألا وهو جمع الشعب في جبهة معادية للإنكليز.

وأدركت السلطات البريطانية المخاطر من جراء تأسيس الحزب الوطني ولكنهم آثروا عدم التدخل. وأصيب مصطفى كامل بمرض مميت برغم كونه في ريعان الشباب، وبعد أشهر قليلة على انقضاء المؤتمر الأول لمنظمته، توفي عن عمر لا يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره، وشارك في تشيعه عشرة ألاف مصري، فكان إعلاناً جماهيرياً كبيراً عن إرادة التحرر للشعب المضطهد.

وهنا ضربت سلطات الاحتلال ضربتها، فقد منعوا الصحافة الوطنية، ووضعوا عناصر وأعضاء الحزب الوطني تحت مراقبة الشرطة، كما جرى نفيهم إلى واحات الصحاري وأبعادهم عن البلاد. وكانت البورجوازية البريطانية، تستعد للصراع ضد منافستها الألمانية، لذلك قررت الحفاظ تحت جميع الظروف على هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة لخططها ومواقعها الاستعمارية.

وعبثاً حاول قادة الحزب الوطني في المهجر، وبدرجة أولى كان رئيسه الجديد محمد فريد يسعى للحصول على مساعدة خارجية وفي المقام الأول من ألمانيا القيصرية في عهد القيصر فيلهام. وكان القنصل الألماني العام في القاهرة فون فالكن هاوزن قد كتب في تقريره بتاريخ 24/ نيسان ـ أبريل/ 1913 إلى مستشار الإمبراطورية فون بيتمان هولفييج عن موقف الحكومة الألمانية بصدد "المسألة المصرية":" العرب المصريين ضعفاء وغير ناضجين، ومن أجل أن يحكم المصريون أنفسهم بدون أشراف أوربي، ينبغي أن نكون محترسين أيضاً من ضجيج بعض السخفاء المتعصبين للشرق، وعليهم أن يعلموا أن أي تغير في الموقف الحالي لمصر سيصيب القلب حقاً". (6)

إذن، حتى السياسة الألمانية أظهرت نفسها كعدو شديد لحرية الشعب المصري في هذه الظروف، وكانت حركة التحرر المصرية التي نظمها مصطفى كامل عاجزة عن تحقيق النجاح، وبصرف النظر عن ضعفها وعن الأشكال النضالية التي لا تمتلك قدرة على الاستمرار والمطاولة، فقد كان يعوزها حليف خارجي قوي، متمثلاً بالحركة الثورية العالمية التي ناداها التاريخ للتحالف مع القوى المعادية للاستعمار في مطلع القرن العشرين لتقوم بهذه المهمة. والحقيقة فإن حركة التحرر المصرية استطاعت أن تتجاوز هزيمة عام 1882 وبدء النضال ضد العدو المتفوق، بدأ تأسيس التاريخ الإيجابي الفعال لهذه المرحلة المبكرة للتحرر المصري، والتي ستصل بعد سنوات قليلة في ثورة آذار/ 1919 ستصل إلى مستوى نوعي وعالمي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، التحرر الوطني، الجلاء، الاستعمار الأنكليزي، الخديوي، الأزهر، الحركة الوطنية المصرية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، يحيي البوليني، د- محمد رحال، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن عثمان، محمد الياسين، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، أنس الشابي، محمد الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، وائل بنجدو، عواطف منصور، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، مراد قميزة، صلاح المختار، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، صفاء العراقي، عبد الله الفقير، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، سعود السبعاني، منجي باكير، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، فوزي مسعود ، جاسم الرصيف، عراق المطيري، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، فتحي الزغل، الهيثم زعفان، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، أحمد بوادي، عمر غازي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، محمود سلطان، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، محمد العيادي، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، أبو سمية، صفاء العربي، كريم فارق، خالد الجاف ، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة