البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإبل أفضل من العرب في مناهج أبنائنا الأمريكية

كاتب المقال الهيثم زعفان   
 المشاهدات: 9854 Azeg333@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


استسلمت بعض الطبقات المقتدرة في المدارس الأجنبية الأوربية منها والأمريكية، وصار مرتادوها يدافعون عن نظمها وأدوارها في صناعة نموذج مختلف من الشباب يحمل بنظرهم ثقافة العصر الغربية ورؤيته التقدمية بظنهم، والتي يرون أنها تجعلهم في مصاف الطبقة البرجوازية المتمكنة من اللغات الأجنبية، والمؤهلة لتولي المراتب القيادية، بغض النظر عن التلاعب في عقيدة الأبناء وهويتهم، ومحتجين أيضاً بضعف مستوى التعليم المحلي وفشله في إلحاق الأبناء بركب الحضارة الغربية، وفي ضوء ذلك ينفقون آلاف الدولارات على تشكيل وعي الأبناء وفق النموذج الغربي.

لكن هل يعلم الآباء ضعاف اللغة أحياناً أوالمنشغلون بالأموال والوظائف أغلب الأحيان بما يدرسه الأبناء داخل تلك المدارس الأجنبية؟ وهل يصل تصورهم إلى أن تلك المدارس تشكل نظرة الأبناء لآبائهم وأوطانهم وفق رؤيتها هي لا وفق تنشئة الآباء وتربيتهم المتنازل عنها لصالح تلك المدارس الغربية؟.
هل يعلم الآباء الطامحون لرفعة الأبناء ليفتخرون بهم مستقبلاً أن وجدان الأبناء الصغار مشكل على أن الإبل -أعزكم الله- أفضل من الآباء؟.

في رسالة دكتوراه عن مخاطر التعليم الأجنبي قامت فيها الدكتورة بثينة رمضان بتحليل محتوى عدد من المناهج الدراسية بالمدارس الأمريكية الموجودة في مصر، حيث أوردت في دراستها قصص كثيرة يدرسها الأبناء، وتشكل جميعها وجدان الطلاب وفق الرؤية الغربية للحياة من اختلاط وصداقة بين الجنسين، أكل للخنازير، شرب للخمور، صلوات بالكنائس، خلوات ومبيت عند الأجنبيات، وانجاب من سفاح إلى غير ذلك من الانحلالات، ولكني وقفت كثيراً عند قصة أوردتها الباحثة يدرسها باللغة الإنجليزية تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بالمدارس الأمريكية بمصر تلك القصة التي جاءت بعد مجموعة من القصص التي تعلي من شأن أمريكا وأنها طموح كل راغب في التقدم والتحضر، حيث تقول القصة المسماه بـ (رحلة بالكارفان) " في الصحراء العربية وقف بعض الرجال العرب مع جمالهم لكي يتفقوا على المكان المناسب للقيام برحلة، ولكنهم كعادتهم يتحاورون كثيراً، ويتكلم أحد الجمال إلى الآخر ويحدثه عن مدى كرهه للقيام برحلات مع هؤلاء الناس لأنهم دائماً ما يتحاورون كثيراً ولا يتفقون على شئ، فتقرر الجمال أن تقود هي الرحلة، فتتحرك مجموعة الجمال في صف واحد، ويلاحظ الرجال ذلك فيسعون وراءها لكي يلحقوا بها، وبعد مسافة طويلة وعند مكان معين تقف الجمال، ويكتشف الرجال العرب أنه مكان جميل ومناسب للرحلة، ويستمتع الجميع، ويقول أحد الرجال العرب: إن هذه أجمل رحلة، وإنها المرة الأولى التي يستمتع بالقيام برحلة، ويسأل رجل عربي آخر لماذا؟ فيجيب أحدهم أن الجمال هي السبب لأنهم قادوا الرحلة بنظام".

القصة لا تحتاج إلى تعليق، لكن هناك بعض التساؤلات المرتبطة بمنظومة مناهج المدارس الأجنبية السائرة على منوال هذه القصة وهي:

1- هل هذه القصة والتي تدرس لأبناء العرب على أرض العرب وبأموال العرب ترضي قادة العرب، ومسئولي التعليم العرب، والآباء العرب؟.
2- ألا تستحق هذه القصة أن يحاسب من سمح بمرورها من المسئولين العرب حساباً شديداً؟.
3- ألا تعد هذه القصة شديدة الإهانة العرب مسوغاً كافياً لغلق المدارس الأمريكية التي تقوم بتدريسها في العالم العربي باعتبار أنها غير أمينة على تربية وتنشئة أبنائنا العرب؟.
4- ألا تكفي هذه القصة لفتح ملف مناهج المدارس الأجنبية على المستوى القومي بتشكيل عدة لجان من رجال التربية والتعليم المخلصين للوقوف على محتويات تلك المناهج وخطورتها على الهوية والعقيدة قبل استفحال الأمر، ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة التي تحفظ هوية الوطن وعقيدته؟.
5- ألا تستدعي هذه القصة من الآباء أن يقفوا على مناهج أبنائهم الدراسية ويقرأوها وينظروا بأنفسهم أو بمساعدة من يتقن اللغة في خطورتها، ليقرروا بعدها استمرار الأبناء في تلك المدارس من عدمه؟.
6- ما هو المنتظر من جيل يربى على هذه الخزعبلات التدميرية، وإلى من سيكون الولاء بعد التخرج واقترابهم من مواضع صنع القرار العربية للداخل الوطني أم للخارج الغربي؟.
7- أما آن لنا أن نبطل حجة ضعف التعليم المحلي، ونهتم قليلاً بتطوير المدارس المحلية، كي نحافظ على أبنائنا وأموالنا ونكون في غنى عن تلك التبعية المهينة والمدمرة للعقيدة والهوية؟.
تساؤلات نضعها أمام كل مسئول وكل ولي أمر سلم ابنه لآياد غير أمينة، آملين أن تكون هناك إجابات عملية عليها.

-----------------
ينشر بالتزامن مع موقع المصريون



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تغيير مناهج، تغريب، غزو إعلامي، غزو فكري، أطفال، الغرب، الغرب الكافر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-04-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !
  التمويل الشيعي والطابور الخامس
  المجاهرون بالإفطار في رمضان بلا عذر
  لماذا انضم العوا لهيئة الدفاع عن خلية حزب الله؟
  مخاطر الفضائيات الشيعية على عقيدة أهل السنة
  الشيعة ولعبة تغيير المناهج الدراسية السنية
  وقفة مع زواج الشيعة من المصريات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  21-04-2009 / 08:31:34   ابو سمية
بتونس ايضا يقع الزام الاطفال بدراسة المناهج الفرنسية بالمدارس الخاصة

يجب الملاحظة انه بتونس ايضا يقع الزام الاطفال منذ المراحل المبكرة بدراسة البرامج والمناهج الاجنبية وخاصة الفرنسية، ويتم ذلك بالمدارس الخاصة التونسية، بدون اي تدخل من سلطات الاشراف، وهو مايعني اقرار ضمنيا بما يقع من عمليات الحاق بفرنسا تقوم بها المدارس الخاصة التونسية

 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، أنس الشابي، عواطف منصور، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلوى المغربي، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، محمد يحي، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، رشيد السيد أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد ملحم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، سعود السبعاني، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، صلاح الحريري، كريم فارق، محمد الياسين، رافع القارصي، رافد العزاوي، صفاء العراقي، سلام الشماع، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، أبو سمية، د. طارق عبد الحليم، د - صالح المازقي، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، حسن عثمان، فتحي الزغل، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، يحيي البوليني، حسني إبراهيم عبد العظيم، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، د- محمد رحال، صالح النعامي ، عبد الله زيدان، سيد السباعي، فهمي شراب، سامح لطف الله، محمد أحمد عزوز، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، د - عادل رضا، د - مصطفى فهمي، تونسي، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، كريم السليتي، د. أحمد محمد سليمان، فوزي مسعود ، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، إيمى الأشقر، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح المختار، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، مجدى داود، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، مراد قميزة، مصطفي زهران، رمضان حينوني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة