البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العرب واتخاذ القرار الصعب
بين الاعتذار من الشعب العراقي والاستجابة للضغوط الأجنبية

كاتب المقال عراق المطيري - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6152 Iraq_almutery@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كنا منذ البداية نتحدث عن علاقات وثيقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وكنا حينها نبدو كمن يغرد خارج السرب فالشعب العربي على امتداد ساحة وطنه وحتى خارجه يقسم نفسه إلى مؤيد لما ذهبنا إليه ولكن يسكت عازف عن إعلان تأيده لأسباب عديدة أو معارض شحذ لسانه وسيفه وانبرى يقاتل بشدة فانتقى أقسى الكلمات لينهال بها على من يتناول عمق تلك العلاقة وذلك التعاون فيتهمه بسخرية بالعمالة وإثارة الفتنة الطائفية داخل المجتمع العربي والتطرف أو ربما ذهب إلى ابعد من ذلك فيأتي حاملا سلاحه ليقتل من يذكر إيران بسوء وكأنه فارسي أكثر من الفرس.

ورغم إن موقفنا ثابت لأنه مبني على أساس متين من الحقائق التي أفرزتها الأحداث القريبة وليس الافتراض فإننا نعيد التأكيد على عمق الهدف الذي يقوم عليه التحالف الأمريكي الصهيوني الفارسي للنيل من الأمة العربية وتفتيتها وإيقاف عجلة التحرر وليس التطور الحضاري الذي لا يمكن أن يقوم دون تحرير الإنسان العربي والأرض العربية التي أصبحت اليوم مستباحة للجميع بفضل النظام الرسمي العربي المنقسم أيضا أو بفضل الأحزاب التي تم تشكيلها ودعمها من قبل هذا النظام والتي انقسمت هي الأخرى لتلبي أهداف من يدعمها سواء كان عربي أو إقليمي أو عالمي فكل له مشروعه الذي يلبي مصالحه إلا العرب فغير مسموح لهم بالتفكير في مصالحهم .

في بداية الغزو الأمريكي للعراق كان النظام الرسمي العربي مفتاح ذلك الغزو فاستخدمت قوات الاحتلال الأرض العربية كنقطة مثابة وانطلاق دون غيرها فرفضت تركيا استخدام أراضيها رغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي الذي يحتم عليها فتح مطاراتها وإيران كانت تحافظ على صورة لعداء غير حقيقي مع أمريكا , ولكي تبدو الحالة للرأي العام العالمي إن العرب أكثر رغبة في إسقاط النظام الوطني الشرعي العراقي , وسواء كانت الحكومات العربية راغبة أو مدركة لخطورة الموقف الذي تبنته وسلبية نتائجه على المنطقة أم غير ذلك فقد لعبت دورا مهما في إنجاح ذلك الغزو الذي لم يستهدف العراق فحسب بل كل الأمة العربية لان العراق كان وسيبقى يشغل حيزا مهما في قوة الصمود العربية ومانعا لا للتغلغل الفارسي ألصفوي في المنطقة فقط بل داعما رئيسيا للخطوط الجهادية العربية في كل الجبهات الداخلية منها والخارجية .

ولسنا بصدد الحديث عن الدور الخبيث الذي لعبته إيران في العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي وما رافق ذلك من انهار الدماء البريئة الطاهرة التي سالت كجزء من ذلك الدور إلا إن تداعيات ذلك الدور التي لم يعلنها احد في المنطقة وظل الجميع يعمل عليها بصمت ويطور صورة يؤسس عليها قواعد انطلاق لعمله المستقبلي تفضي إلى أن المشرق العربي أصبح الآن يسير باتجاهين مختلفين لم تنفع معه كل محاولات الترميم الصامتة التي مثلتها جهود القمم العربية خصوصا بعد وصول باراك أوباما إلى رأس إدارة السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية وما طرح في حملته الانتخابية من شعارات سحب قوات الغزو الأمريكية من العراق وبالذات شعار تسليم القطر إلى أهله وتصريحات أركان إدارته المتذبذبة حول موقفها من أركان حكومة الاحتلال التي يقودها نوري المالكي المتعدد الولاءات .

الاتجاه الأول يشعر بالخطر الذي يحمله الوجود الإيراني وما يتصف به من مفاهيم تركز الطائفية الذي تمركز في أحشاء العرب يمثله في لبنان حزب الله وحركة أمل وتغازله حماس ( رغم الاختلاف المذهبي بين حماس وإيران ) ويتلقى الإسناد العربي من قطر وسوريا وقسم من مشايخ الخليج التي تعي إن إيران ستحاول التهامها في يوم من الأيام كما يعلن أركان نظام الملالي ويمتد تأثيره إلى السودان بشكل غير قليل والمغرب العربي بحدة اقل ويتبنى شعارات الثورية والمقاومة ومجاهدة المحتل على غرار تصريحات حسن نصر الله الرنانة لاستقطاب الجماهير العربية التي أعياها الخنوع والذل والهوان وتبحث عن قيادة عربية وطنية تتجه بها إلى شاطئ الحرية , والثاني معارض لذلك تقوده المملكة العربية السعودية ومصر وباقي دول الشرق العربي وهو الآخر له امتداداته في باقي الدول العربية ولكنه لا يستطيع أن يتخلص من الهيمنة الأمريكية لأسباب خاصة بطبيعة وجوده وغير خافية على احد.

ورغم إن أحدا لم يلمس من صحة وعود باراك أوباما وتمسكه بها شيء إلا إن النظام الرسمي العربي يتوجب عليه الآن أن يدرك إن انسحاب القوات الأمريكية أمر مفروغ منه ولابد أن يتم آجلا أم عاجلا وهي مرغمة عليه قبل أن يكون خيارها إذا كانت إدارة اوباما تحرص على إبقاء أمريكا موحدة مع شيء من القوة وترغب في الحفاظ على هيبتها بين دول العالم نتيجة لضربات المقاومة العراقية التي يعترف بعنفها وتأثيرها الجيش الأمريكي نفسه وبفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشير بوضوح إلى فشل التوجهات الأمريكية واتجاهها نحو نهاية أسطورة قرنها وان موقف العرب يجب أن يكون مبني على أساس احترام خيار الشعب العراقي الرافض والمقاوم لأي وجود أجنبي وعبر عنه بحجم تضحياته وجسامتها وليس الانصياع إلى الضغط الأجنبي والتسابق للاعتراف بحكومة الاحتلال بأشكال عدة ومن خلال الزيارات التي يقوم بها رؤساء الأنظمة العربية وان يضعوا في حساباتهم إن سلطة الاحتلال نفسها وبإمكانياتها القتالية لم تصمد فكيف تصمد حكومة نصبتها سلطات الاحتلال تفتقد إلى أدنى مقومات الحكم .

ومع تسارع الأحداث رغم محاولات الأمريكان الإبطاء فيها فان النظام الرسمي العربي بحاجة إلى اتخاذ قرار عربيا جريئا يعيد للعرب هيبتهم ويخلصهم من أي تدخل أجنبي ليوحد نضالهم نحو قضية العرب المركزية فلسطين يسبقه اعتذار من الشعب العراقي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الجلاء، إيران، احتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-04-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  سلاح الشارع العراقي
  الخيار الجماهيري
  من ينجو من التفجير تقتله الشرطة
  خطورة الدور الإيراني على المشرق العربي
  حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له
  تذويب الهوية القومية في الخليج العربي
  التحدي الفكري في ثورة 17 تموز 1968 المجيدة
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 3)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 2)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 1)
  تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
  إلى السيد نبيل العربي: أسرى مؤتمر القمة العربية لدى حكومة الاحتلال في العراق
  التوجه الغربي بين الدين والسياسة
  انقلاب على طريقة الديمقراطية اختلفوا فخسر الشعب العراقي وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
  إلى الأخت المجاهدة نازك حسين في اربعينيتها
  إيران وأمريكا والقرار الأخير
  شيء مما يدور في المشهد العراقي الحالي
  إسلام بالهوية الغربية لماذا يتبنى الغرب دعم الحركات الإسلامية ؟
  ديمقراطية الاحتلال كما عشتها
  المحطة الأخيرة في القطار السوري
  الفكر القومي العربي والانتماء الديني
  عندما يكون السياسي مجرما وفاشلا وخائنا وبلا أخلاق
  ما لا تعلن عنه أمريكا ويخفيه الغرب
  سياسة الأزمات بعد الفوضى المنظمة
  حفاظا على هويتنا القومية
  ثورات على طريقة الفوضى الخلاقة
  المقاومة والثورية والعمالة
  خيار المشاركة أم ترقب النتائج
  إحتضار ما قبل السقوط المدوي
  ليس حبا بالعراق بل هي فتنة جديدة تخدم آل الصباح

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، جاسم الرصيف، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، د - الضاوي خوالدية، أ.د. مصطفى رجب، رمضان حينوني، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، عمر غازي، سلوى المغربي، أحمد الحباسي، صلاح الحريري، د - شاكر الحوكي ، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي العابد، مجدى داود، سعود السبعاني، محمد الياسين، سيد السباعي، محمد عمر غرس الله، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، كريم السليتي، صالح النعامي ، صفاء العراقي، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، رضا الدبّابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، محمد شمام ، علي عبد العال، فتحي الزغل، محمد يحي، سلام الشماع، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، تونسي، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، وائل بنجدو، المولدي الفرجاني، د- محمد رحال، أنس الشابي، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، عواطف منصور، ياسين أحمد، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، صلاح المختار، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، محمود سلطان، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، أبو سمية، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة