البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مجلة "جسد" الجنسية ... صناعة لبنانية

كاتب المقال د. نهى عدنان قاطرجي   
 المشاهدات: 19659



ان الحديث عن مجلة " جسد " التي أصدرتها الشاعرة " جومانا حداد" أمر ليس بالسهل، ومن المؤكد بأنه لن يعجب كثيرمن المثقفين الذين يجدون في هذه المجلة بشرى خير للخلاص من المحرمات- التابوهات- التي تسيطر على افراد مجتمعنا وتحجزهم في سجن العادات والتقاليد والأديان.
لذلك فكلامي لن يكون موجها لمدعي الثقافة، الذين بنوا شهرتهم على بعض الكتب والمقالات الجنسية الفاحشة, اي "الجريئة"على ما يدّعون, ولا الى اولئك الكتاب والشعراء والصحفيين الذين يتباهون بخروجهم عن كل دين وخلق وقيم حضارية منعت مجتمعاتنا من التفكك و الانهيار حتى اليوم ...

ان كلامي موجه إلى فريقين:

الفريق الأول : الانسان العادي الذي يخشى على نفسه وعائلته وأبنائه من أمثال تلك المجلة : اي الزوجة والأم التي تخشى على زوجها وأبنائها من الانزلاق وراء الأفكار التي تدعو إليها هذه المجلة, وكذلك الزوج والأب الذي يفني عمره من اجل حماية عائلته وتربية أبنائه على الأخلاق والقيم الانسانية ... إلى هؤلاء أوجه كلامي لأحذرهم من مجلة " جسد" التي صدر عددها الأول بمواضيع مقززة للبدن، لا يستطيع الإنسان العاقل السوي أن يقرأها من دون أن يشعر بحاجة إلى التقيوء ... ومن دون أن يشعر بالغضب لما ورد في طياتها من كلام خطير لما فيه من انعكسات على الفكر والوجدان وبالتالي التصرفات ... هذا بالاضافة الى الصور الإباحية التي لا تميز هذه المجلة عن اية مجلة إباحية ساقطة.

السؤال الذي حيرني بعد أن تصفحت هذه المجلة هو المغزى الذي تسعى إليه صاحبة المجلة ومن وراءها لإصدارها. إذ إن لكل وسيلة اعلامية هدف تسعى إليه. وهذه الأهداف لا ينبغي ان تخرج عن خدمة المجتمع والارتقاء بابنائه والنهوض بهم، فأين هذه الأهداف مما قرأناه في مجلة جسد التي يتحدث كتابها ، التي تفخر بهم صاحبتها، عن العلاقات الجنسية بمختلف اشكالها و بكل تفاصيلها. كما يتحدثون عن الإثارة بواسطة اعضاء الجسد والثياب الداخلية, ويتحدثون عن أكل لحوم البشر بطريقة مغرية و جذابة, ويذكرون الكتب التي يمكن الرجوع اليها للمزيد من التفاصيل. إن هذا لا يمكن بحال من الأحوال ان يحمل في طياته هدفا نبيلا . وليس في كل ذلك تشجيعاً للثقافة, أو دفاعاً عن حرية الآخرين في الكتابة والتعبير، أو حماية لحق الإنسان في أن يختار حياته الجنسية. إن الهدف لا يتعدى بنظري أمرين: الأول تجاري خالص، و هو الذي تسعى إليه صاحبة المجلة بعد أن ضحت بمستقبل أبنائها التعليمي من أجل إصدار المجلة . والثاني إفسادي يهدف إلى هدم أسرنا وشبابنا تنفيذاً للمخططات الغربية التي تمول هكذا نشاطات شاذة ...

إن الحرية لا يمكن أن تكون بشكل من الأشكال حرية لا مسؤولة، فالمسؤولية جزء لا يتجزأ من الحرية، لذلك فصاحبة المجلة مسؤولة عن كل من يتعرف من خلال هذه المجلة على أشكال جديدة من الشذوذ لم تكن معروفة لديه، فيقوم بها اعتقادا منه بإباحتها واعتبارها من الأمور الطبيعية . وهي ايضا مسؤولة عن كل من يقرأ هذه المجلة فيقوم بقتل أخيه أو صديقه من اجل أكل لحمهما ... أو يقوم بالاعتداء الجنسي على طفل او قريب لتنفيذ بعض ما قرأ في هذه المجلة واختبار المشاعر الذي عبر عنها كتاب المقالات, وممارسة الشذوذ الجنسي باشكاله كافة. ومن الأسئلة التي يمكن أن تخطر في الذهن هنا : ما الفرق بين ما تفعله اسرائيل في قتل أبناء غزة جسديا والتلذذ باراقة دماء أبنائها وبين ما أوردته المجلة عن التمتع باكل لحوم البشر,اي الكانيبالية !!؟ ...

إن رئيسة التحرير لا بد أن تعرف بأن حريتها تنتهي عند حرية الآخرين، وحريتنا نحن " فقهاء الظلام" كما تدعي صاحبة المجلة، تفرض عليها ان تحترمنا وتحترم عقائدنا وأخلاقنا ومبادئنا التي تحرم مثل هذه التصرفات وتضع فاعليها في خانة الشاذين جنسيا وتفرض عليهم العقوبات الشرعية، والتي وإن لم تطبق في بعض المجتمعات ومنها لبنان، إلا أن هذا لا يلغيها ، والمؤمن يدرك طبعا عقوبتها التي وإن فر منها في الدنيا لن يفر منها في الآخرة ....

والفريق الثاني الذي اتوجه إليه هم المسؤولون في السلطات الرقابية الامنية والاعلامية الذين يسمحون لمثل هذه المجلات في الصدور والانتشار، والذين يفترضون أن دورهم الرقابي ينحصر في وضعهم المجلة في مغلف مكتوب عليه عبارة للراشدين فقط, وبذلك يرفعون المسؤولية عن اكتافهم .

والسؤال هنا: هو متى يكون سن الرشد بنظر هؤلاء!! وهل يعتقد هؤلاء المسؤولون بأن الشاب او الفتاة عندما يبلغان سن الرشد يصبح عندهما الوعي الكافي لكي يميزوا بين الصح والخطأ بعد قراءتهم لهذه المجلة وشبيهاتها!!

قد يعترض البعض بأن صدور مثل هذه المجلة لا يضيف شيئاً بوجود الانترنت التي يستطيع الشاب ان يتصفحه ويشاهد امور أخرى أشد اباحية وفظاعة. ان هذا امر صحيح, ولكن الانترنت وسيلة خاصة, بينما تباع المجلة في الشوارع ويسهل على الشباب شراؤها وتبادلها وتعميم مفاسدها واباحيتها. وهو يقرأها وهو فخور و مرتاح الضمير لأنها تباع بصفتها مجلة ثقافية, وأن من يكتب فيها هم أدباء وكتاب وصحافيون مشهورون ؟

من هنا فإن مسؤولية السلطة اكبر من مسؤولية صاحبة الامتياز التي تتفاخر بأن عملها قانوني والتي تعد بمزيد من الحرية في تخطي الرقابة، ذلك لأن في لبنان 19 طائفة ، وهذه الطوائف كلها ترفض ما تدعو إليه هذه المرأة ، فكيف يتجاوز رأي كل هؤلاء ويسمح لمثل هذه المجلة بأن تهدم أسر وأبناء هذه الطوائف، وتنشر المفاسد والشذوذ بين شبابها وفتياتها. واذكر هنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

لبنان، جنس، شذوذ، فساد، تغريب، تنويريون، علمانية، غزو فكري، غزو إعلامي، سلبية، وسائل إعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-01-2009   saaid.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، صلاح المختار، صفاء العربي، أحمد الحباسي، إيمى الأشقر، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، عبد الرزاق قيراط ، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، محمد شمام ، عبد الله زيدان، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، أحمد بوادي، علي عبد العال، محمود سلطان، أنس الشابي، محمد الياسين، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، حاتم الصولي، د- هاني ابوالفتوح، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، مراد قميزة، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، علي الكاش، صباح الموسوي ، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، د- محمد رحال، منجي باكير، كريم فارق، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة، عواطف منصور، مجدى داود، تونسي، حميدة الطيلوش، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، فتحي العابد، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عبد الآله المالكي، العادل السمعلي، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، محمد الطرابلسي، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العراقي، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة