البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القول الفصل في ما بين اختيار إسرائيل للحرب أو الفرض

كاتب المقال شاكر الحوكي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9762


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل نقف نتفرج فيما الإرهاب الفلسطيني يمطر شعبنا بالصواريخ ؟ هذا هو السؤال الذي بات على لسان كل إسرائيلي من اقلهم شانا إلى رئيس الدولة. و الجواب إذا كان لابد من جواب على هذا السؤال المغلوط أصلا هو نعم.

نعم يجب على إسرائيل أن تبقى تتفرج و لا تعلن الحرب على احد أو تعتدي عليه إذا كانت كما تدعي دولة قانون و حق، و كانت تؤمن فعلا بأخلاق الحرب و السلم و تسعى إلى السلام.

و عليها أن تقبل بالصواريخ طالما ظلت ترفض أن تتفاوض جديا على القدس و اللاجئين و الحدود و الأسرى، فضلا عن استمرارها في الحصار و الاستيطان. علما و أن المنطق السليم لا يفترض في ذلك تفاوضا و إنما تسليما بالحقوق و إقرارا لها لا أكثر و لا اقل.

و عليها أن تمتـنع على الردّ إذا كان هذا العدوان سيؤدي إلى خسائر بشرية و مادية رهيبة أو كان هذا الردّ سيفضح بربريتها و همجيتها حتى باتت وسائل الإعلام الغربية تجهد نفسها في إيجاد صورة أو مشهد "يتأذى" فيه الإسرائيلي في محاولة لتوازي بينها و بين مشاهد الرعب التي يعيشها الفلسطينيين لتبدوا في موضع الحياد و الموضوعية و تدفع عن نفسها تهمة الانحياز أو سخط اليهود عليها .

و على هذا أساس فان ادعاء الإسرائيليين أن الحرب فرضت عليهم لا أصل له و لا يقنع أحدا، كما أن بدء العدوان و الاستمرار فيه يؤكد إفلاس الكيان الصهيوني المفلس أصلا من كل القيم الأخلاقية و يؤكد بطلان مزاعمهم بالانتماء إلى هذه الأرض، فأهل الأرض الحقيقيون لا يحتاجون إلى كل تلك البربرية و الهمجية ليفرضوا وجودهم أو يدافعوا عنه، و صاحب الحق لا يدافع عن نفسه بالعدوان الهمجي، و حديث إسرائيل عن نفسها بوصفها جزء طبيعي من هذه المنطقة بات أكثر من أي وقت مضى مرفوضا رفضا مطلقا؛ و بعض الوثائق المبرمة مع بعض الأطراف العربية في ظروف كلنا يعرفها أو تلك الصادرة عن منظمة دولية ضلت منذ نشأتها حبيسة معادلات النصر و الهزيمة لن يلغي حقيقة التاريخ و الجغرافيا.

و هنا وجب لفت الانتباه الشديد إلى الخطاب الإسرائيلي الذي يحرص على احتكار دور الضحية و هذا ما كان واضحا في كلام بيريز على قناة الجزيرة و أن نعترف بقدرتهم الفائقة على إتقان الدور ؛ فإسرائيل بما تملكه من ارث و تجارب في هذا الخصوص يجعلها تضاهي بكذبها و زيف ادعاءاتها صدق و حقيقة أمرنا، لاسيما لمن يبحث عن تصديقها . فتبدو بذلك و كأنها الضحية و نحن المعتدين.

و هنا لا بد أن نعترف بقدرتهم على تحقيق ذلك، و لا غرابة في ذلك فهم يملكون خطابا قديما قدم اليهود أنفسهم و هم يحذقون هذا الخطاب حذق الحرفي لحرفته و لهم القدرة على إقناع الغربيين بذلك.

و علينا أن نعترف بقصورنا على أداء هذا الدور لاسيما و أن ثقافتنا مشبعة بقيم الفخر و الاعتزاز التي تأبى الاعتراف بالانهزام و الانكسار؛ فنحن لا نرضى بغير ادوار البطولة كما قال نزار قباني.

و على هذا الأساس نهمس لقادة حماس بالتخلي على العنتريات و التوعد و الوعيد فكلنا يعلم انه مهما بلغ صمود هم لن يزيلوا إسرائيل في ضل الظروف الراهنة، و عليه فلا بد من التسليم بدور الضحية ليس من باب التكلف و التصنع و إنما لأنها الحقيقة، و عليها أن تقاوم و تبكي و تتوسل دعم كل الأطراف .فإسرائيل هي من تقصف و تدمر و تقتل.

و بالمناسبة تخطئ إسرائيل كثيرا إذ فهمت أن تحذير بعض الدول أو المثقفين لحماس من مغبة الانجرار و راء "المغامرات" على انه محاولة للدفاع عنها أو اصطفافا إلى جانبها أو حتى رضاء بوجودها. انه وعي عميق ببربريتها و همجيتها و جهلها أو تعديها على القانون و الأعراف و الأخلاق . فمن ينشأ خارج القانون و التاريخ لا يستطيع أن يستمر في الوجود إلا من خلال ذات المنطلقات.

--------------------
شاكر الحوكي
جامعي من تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، اسرائيل، حماس، اليهود، مجزرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-01-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ألغاز "القصر" وفضائح "القصبة" لماذا لم يتم نشر قرار الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين في الرائد الرسمي؟
  رسالة مفتوحة للرئيس السابق زين العابدين بن علي (*)
  و هذا نداء تونس
  الرد المفحم عن السؤال المبهم : هل تنتهي شرعية المجلس التأسيسي يوم 23 أكتوبر ؟
  مسودة الدستور: بين مكامن النقصان و تحقيق شروط الإتقان
  تونس و سوريا: الشعب و النخب و الطاغية الأسد
  في ذكرى وفاته: درويش، ذاك... الأنا
  تأملات في واقع المجتمع التونسي اليوم
  الدولة، النخب و التحديات: قراءة في الماضي و الحاضر و المستقبل
  "العهد الجمهوري" في تونس : ماهو فعلي و ما هو مفتعل
  نظرية التحول الديمقراطي و مصير النخب السياسية
  النظام السياسي في تونس على مفترق الطرق، و سوء الفهم سيد الموقف
  تونس و الثورة: من في خدمة من ؟
  العلمانيون في تونس : بين التخبط و الانتهازية
  عندما تصبح "الجزيرة" في مرمى "حنبعل": تطمس الحقائق و تحل الأكاذيب
  الشعوب العربية مدانة أيضا
  غزة و العرب و الدروس المستخلصة: من قمة الدوحة إلى قمة الكويت
  القول الفصل في ما بين اختيار إسرائيل للحرب أو الفرض
  السعودية و الغرب و حوار الأديان: من لا يملك إلى من لا يحتاج
  الخمار و الدخان في تونس: بين استحقاقات التدين و ضرورات الحداثة
  الدراما في تونس من الواقعية إلى الوقيعة
  لا حلّ في "شوفلّي حلّ"
  "إسرائيل" و "الفريب" في تونس

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  13-01-2009 / 16:03:02   عادل
سلام على غزة الحبيبة.

مقال جيد استشف من ورائه يقظة عربية وأقصد الشعوب دون الحكام.
والله لو فتحت الحدود لرأى بني صهيون كيف أن حتى الشيوعي ترك عقيدة فاسدة وخرج يقتل في سبيل الله ففي وقت كهذا تسقط جميع الوان وتبقى لا إله إلا الله.

لكن لا اتفق مع شاكر الحوكي بخصوص تخلي حماس عن ما أسماه العنتريات بل نقول إن حماس تضيف لبنة إلى مشروع إسقاط كيان بني صهيون.
سلام على غزة الحبيبة.
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي الكاش، كريم السليتي، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، العادل السمعلي، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، حسن عثمان، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، حاتم الصولي، رافع القارصي، صفاء العراقي، فتحي الزغل، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، د. أحمد بشير، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، أحمد الحباسي، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، رضا الدبّابي، عمار غيلوفي، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، الهيثم زعفان، فهمي شراب، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، عواطف منصور، سلوى المغربي، عزيز العرباوي، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، ياسين أحمد، مجدى داود، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، نادية سعد، محمد العيادي، سعود السبعاني، طلال قسومي، أحمد ملحم، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة