البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ضابط عراقي سابق برتبة "عقيد ركن" يشتغل عامل بناء... ثمن الشرف والكرامة

كاتب المقال شبكة الإسلام اليوم   
 المشاهدات: 8382


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعاني ضباط الجيش العراقي السابق من البطالة وقلة فرص العمل بعد قرار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بحصر ‏عمل ضباط الجيش العراقي السابق بقوات الجيش أو الشرطة حصرًا ومنعهم من مزاولة عمل آخر له ارتباط بالدولة ‏العراقية كالوظائف المدنية في الوزارات العراقية المختلفة الأمر الذي اضطرهم إلى اللجوء للشارع بحثًا عن الأعمال الحرة ‏التي يمكن لهم أن يكسبوا منها ما يحفظ ماء وجههم وسؤال الناس.‏
ويتوزع على أرصفة الشوارع وفي الساحات العامة العشرات من ضباط الجيش العراقي السابق في مشهد أصبح مألوفًا ‏ومؤلمًا في الوقت نفسه للعراقيين المارّين بجوارهم.‏

ويحترف كثير من الضباط مِهنًا تمكنوا من إجادتها وكسب رزقهم عن طريقها وهي أعمال البناء وحمل الطين أو ركوب ‏سيارات أجرة والعمل كسائق تكسي.‏

ويقول خميس أحمد عقيد ركن في الجيش العراقي السابق: إنه يخرج صباح كل يوم إلى "المسطر" أملاً بالحصول على ‏عمل بناء أو هدم أو نقل أثاث ومواد أخرى من أجل الحصول على قوت يومه ويفضل عدم اللجوء مرة أخرى إلى سلك ‏الجيش والشرطة، ويعتبر عمله هذا مشرفًا أكثر من عمل الجيش والشرطة الحاليين ويصفهما بأحذية المحتل.‏
فيما يرى علي عبد الناصر مقدم سابق في الجيش العراقي: إنه يعمل في مجال البناء ولا يجيد غيره لكنه يفضله على العودة ‏إلى الجيش الحالي أو الشرطة لكونه عملاً غير مشرف، على حد وصفه.‏

ويبدي المواطنون تعاطفًا مع ضباط الجيش السابق حيث يفضل أغلبهم جلبهم للعمل في منازلهم بأجور يومية على غيرهم ‏كونهم بحاجة إلى العمل أكثر من غيرهم.‏
ويقول الحاج سعيد الجميلي مقاول في مدينة بغداد: إنه يفضل استقدام ضباط الجيش العراقي السابق في العمل بالبناء والنقل ‏والإشراف كونهم أمناء على عملهم ولا يسرقون من المواد أو يسرقون من وقتهم المخصص في البناء فهم أوفياء في ‏عملهم، كما إننا نرغب باحتوائهم وهم أصحاب فضل على العراقيين جميعًا فبفضلهم انتصر العراق على إيران وهزمها في ‏الثمانينات من القرن الماضي.‏

وعلى رصيف ساحة الأندلس وسط الفلوجة يجتمع زهاء عشرة ضباط سابقين في الجيش العراقي يتداولون حديث الماضي ‏ويَرْوُون بطولاتهم ومآسيهم قتلاً لانتظار من يركن سيارته بجوارهم ويطلبهم للعمل في بيته أو في مزرعته.‏
ويقول الرائد الطيار أسود خليفة الذي حجز له مكانًا على الرصيف منذ فترة ويعمل بالأجر اليومي: أصبحت بين خيارين لا ‏ثالث لهما إما العودة إلى جيش يحكمه المحتل وإيران ناسفًا تاريخي العسكري السابق عرض الحائط أو العمل كحمّال أو ‏عامل بناء لأتمكن من تسديد أجور أطفالي المدرسية ومنزلي فاخترت العمل في حمل البضائع والمواد والعمل بالبناء على ‏الأولى كونها أكثر شرفًا وأشهى لقمة من الأولى.‏

ويتقاضى العامل منهم أجورًا يومية تتراوح بين عشرين ألف دينار عراقي (15) دولار أمريكي إلى عشرة آلاف دينار (7) ‏دولار أمريكي يوميًا لا تكاد تكفي إلا لشراء الخضار والبنزين.‏

ويرى جواد الرومي أحد الضباط الجالسين على مقعد الانتظار في ساحة العمل: أحيانًا ينافسنًا الشبان العاطلون عن العمل ‏عندما يأتي أحدهم طالبًا عمّال للتحميل أو البناء ونحن في العادة نستحي أن نتدافع أو نتنافس معهم كما يفعلون هم مع ‏بعضهم؛ لكوننا نرى الأمر معيبًا وغير ملائم لنا ولتاريخنا لكننا بكل الأحوال نعمل والحمد لله.‏
وبفضل ضباط الجيش العراقي السابق وانخراطهم في المهن والأعمال اليومية تغيّرت نظرة المجتمع إلى الكثير من المهن ‏التي كانوا يرونها عيبًا في السابق أو تقلل من حجم وشان صاحبها حيث يشغل تلك المهن الآن ضباط محترمون في الجيش ‏العراقي مثل مهنة سائق التاكسي أو الحمّال أو عامل البناء أو القصّاب أو حتى الصواف الذي يستنكف الناس في المجتمع ‏العراقي تزويجه أو إقامة علاقة الصداقة معه، فكل تلك المهن وغيرها تغيّر أصحابها وباتت تعرف بمهن الضباط الأشراف ‏الذين رفضوا الانخراط في مشروع المحتل.‏

وعلى غير عادة كل المهن التي يحتدم الجدال بين أصحابها حول هذا طبيعة العمل وأسسه عادة ما ترتفع أصوات الضباط ‏الجالسين على الرصيف متجادلين غير متحاورين حول الماضي وأسباب هزيمة الجيش العراقي الأخيرة واحتلال العراق ‏وخيانة بعض الضباط الكبار وسوء التخطيط.‏
ويقول العقيد وحيد الجنابي: غالبًا ما نجد أنفسنا وقد حوّلنا تراب الساحة التي نقف بها لكسب رزقنا إلى ساحة حرب فتراني ‏أحمل قطعة من الخشب وارسم بها على التراب وذاك يحمل قطعة معدنية ويصف مكان وحدته العسكرية خلال الاشتباكات ‏في البصرة أو بغداد والآخر يلقي باللوم على الآخر، وهكذا لا تنتهي جلستنا وحديثنا إلا بعد وصول السيارة وطلب العمال.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-04-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  25-04-2008 / 07:53:05   ابو سمية
حق لنا ان نفرح بامثال هؤلاء

آه لغدر الزمان، ضباط رجال شجعان يقبعون على الارصفة انتظارا لمن يشغلهم في حمل الامتعة بثمن زهيد، وكان بامكانهم العمل مع الاحتلال والحصول على الاموال الكثيرة
انها الكرامة والعزة بابهى معانيها، وحق لنا ان نفرح والمسلمون العرب فيهم امثال هؤلاء، وان كان علينا ايضا ان نحزن لما يعانونه من شضف العيش
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمر غازي، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، محمود طرشوبي، صفاء العراقي، محمود سلطان، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، فهمي شراب، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، أبو سمية، تونسي، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، نادية سعد، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، علي عبد العال، مصطفي زهران، كريم فارق، فوزي مسعود ، طلال قسومي، العادل السمعلي، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، مجدى داود، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، د- محمد رحال، أحمد ملحم، إسراء أبو رمان، منجي باكير، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، صلاح المختار، كريم السليتي، سلام الشماع، رمضان حينوني، سعود السبعاني، رافد العزاوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، عواطف منصور، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة