البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التدخل الأمريكي في دارفور.. أو خطة الكنيسة المضطهدة !

كاتب المقال د. محمد مورو   
 المشاهدات: 9142


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم أنه من المعروف أن أهل دارفور كلهم مسلمون تقريباً، إلا أن التحركات الكنسية الأمريكية والأوروبية للتدخل في ‏دارفور تحمل اسم "الكنيسة المضطهدة".‏

ومن أنشط الداعين إلى التدخل الأمريكي في دارفور هو الحاخام اليهودي ديفيد سالبرستين والقس تشارلز كولسن، وهو من ‏الإنجيليين المتشدّدين، وهو ما يكشف عن وجود مخطط إنجيلي صهيوني لتفكيك السودان لأسباب معروفة: منها أن السودان ‏يمثل أكبر عمق إسلامي في إفريقية، ويمتلك قدرة إنتاجية عالية يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي في الغذاء للعرب، وربما ‏للعرب والمسلمين، والسودان بالنسبة لمصر هو عمقها الحيوي، ومن يسيطر على السودان يمسك مصر من خصرها ‏الحيوي. ‏

والسودان -كما هو معروف- يتصل بحدوده الجنوبية مع أوغندا وزائير، وغربا مع تشاد وإفريقية الوسطى، وشمالاً مع ‏مصر وليبيا. ومن ثم فإن تفكيك السودان واحتلاله أو السيطرة عليه أمريكياً، ومن ثم صهيونياً يؤدي إلى أهداف إستراتيجية ‏خطيرة؛ فهو يفتح الباب واسعاً أمام عمليات السيطرة والتنصير في إفريقية، ويحقق حاجزاً بين الشمال العربي الإفريقي ‏المسلم وباقي إفريقية، وهذا هدف أمريكي صهيوني معروف. كما أنه يحقق لأمريكا نفوذاً في القرن الإفريقي، مما يضمن ‏لها وجوداً بحرياً وعسكرياً في محيطات وبحار يمكن أن تكون بديلاً للإخفاق الأمريكي في السودان.‏

المخطط الأمريكي للسيطرة والتدخل في دافور ليس جديداً؛ فالكونجرس الأمريكي استصدر قرار "سلام السودان" لدفع ‏الإدارة الأمريكية نحو التدخل في دارفور، اعتمادا على مزاعم كاذبة، كما تم وضع (51) مسؤولاً سودانياً على قوائم ‏المطلوبين للمحاكمة بسبب مزاعم التطهير العرقي في دارفو.‏

والملاحظ أن التشدد والتعنت الذي يبديه زعماء حركات التمرد في دارفور كان بتوجيه أمريكي مباشر، زيادة على أن ‏القوى الكنسية والصهيونية في الولايات المتحدة أنفقت على استقدام عدد من زعماء التمرد للتجول في الولايات المتحدة ‏وإقناع الرأي العام الأمريكي بوجود تطهير عرقي هناك؛ ليتم الضغط على الإدارة الأمريكية في هذا الاتجاه، وتسهيل ‏حصولها على التأييد الشعبي عند تنفيذ هذا التدخل.‏

وكانت قوات من الاتحاد الإفريقي -بدأت بـ (458) جندي عام 2004، وانتهت إلى حوالي (7731) جندي الآن- قد نجحت ‏في تحقيق قدر معقول من النجاحات في مهمتها في دافور، على الرغم من أن حركات التمرد مارست ضدها كل أنواع ‏المضايقات بالإغارة على مواقعها وإثارة المشاكل في مناطق تواجدها، إلا أن ذلك لم يؤد إلى إخفاق تلك القوات، مما دفع ‏الولايات المتحدة إلى منع التمويل الدولي لها ـ تحتاج إلى ميزانية قدرها (466) مليون دولار سنوياً ـ وضغطت الولايات ‏المتحدة على الدول الإفريقية لمنع تمويل الاتحاد الإفريقي لتلك القوات، الأمر الذي يعني انسحابها في النهاية، ثم صدور ‏قرار من مجلس الأمن بإحلال قوات دولية ـ تحت رعاية أمريكية ـ بدلاً منها.‏
وبديهي أن الولايات المتحدة قد تفكر في الطلب من العرب تمويل القوات الدولية، أي احتلال السودان أمريكياً على نفقة ‏العرب. ‏

والمسألة هنا تحتاج إلى تحرك عربي إسلامي لدفع أموال للقوات الإفريقية لتستمر في مواقفها، ولكن حتى هذا ربما لا يكون ‏كافياً، ما لم يكن هناك موقف سياسي عربي إسلامي داعم للسودان، ليس من أجل السودان فقط ـ وهو يستحق ذلك ـ ولكن ‏أيضاً من أجل مصالح العرب والمسلمين. ولأن الولايات المتحدة كانت تدرك إمكانية التحرك المصري ـ دفاعاً عن النفس ـ ‏لإفشال مخطط التدخل الأمريكي؛ فإن الإدارة الأمريكية تحركت في أكثر من اتجاه، منها دفْع بعض أقباط المهجر إلى تقديم ‏شكوى إلى الأمم المتحدة، وقبول هذه الشكوى بدعوى اضطهاد الأقباط في مصر، للتلويح لمصر بإمكانية تدويل المشكلة ‏القبطية إذا لم تسكت في الموضوع السوداني، كما أن الولايات المتحدة كانت قد نجحت في دفع الدول الإفريقية إلى حرمان ‏السودان من رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته التي انعقدت بالخرطوم يومي 23-24 يناير 2006م، وسعت أيضاً إلى ‏الضغط على الدول العربية لنقل القمة العربية المزمع عقدها في نهاية مارس 2006 من الخرطوم إلى عاصمة عربية ‏أخرى.‏

من ناحية أخرى فإن الإدارة الأمريكية بذلت جهداً كبيراً في تحقيق اختراق داخل القوى السياسية السودانية، بل وقطاع من ‏الجنوبيين لقبول ذلك، إلا أن الموقف السوداني لا يزال يرفض ذلك بحزم، بل إن الرئيس السوداني عمر البشير هدد بتحويل ‏دارفور إلى مقبرة للأمريكيين.‏

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك المال والسلاح والقوة والنفوذ السياسي لتحقيق التدخل في دارفور عن ‏طريق قوات دولية؛ إلا أن المسألة ليست نزهة بالتأكيد، فهناك جمعيات ومنظمات إسلامية جهادية سودانية أعلنت أنها ‏سوف تقاوم، والحكومة السودانية يمكن أن تحشد الشعب السوداني في هذا الصدد؛ بل ويمكن لحركات أخرى خارج ‏السودان أن تستفيد من دخول الأمريكان إلى دارفور للتواجد فيها وفي المنطقة، وزيادة رقعة نفوذها في أمريكا.‏

وهكذا فإن المسألة ليست ذات اتجاه واحد، ولن تكون مهمة القوات الأمريكية في دارفور مجرد نزهة؛ بل يمكن للسيناريو ‏العراقي أن يتكرر على ساحة دارفور بكل تفاصيله، لو تجرأت واشنطن وغامرت بالتدخل المباشر هناك!‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-04-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. طارق عبد الحليم، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، محمد يحي، عواطف منصور، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، أبو سمية، سيد السباعي، د- محمد رحال، د. أحمد بشير، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، نادية سعد، محمد الطرابلسي، محمد الياسين، سلام الشماع، أنس الشابي، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، محمد العيادي، حسن عثمان، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، عمر غازي، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، محمد أحمد عزوز، د - الضاوي خوالدية، جاسم الرصيف، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، رضا الدبّابي، حسن الطرابلسي، صلاح الحريري، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، مصطفى منيغ، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، علي عبد العال، محمود سلطان، يحيي البوليني، العادل السمعلي، عراق المطيري، عمار غيلوفي، رافد العزاوي، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، تونسي، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، د. خالد الطراولي ، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، محمد شمام ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة