البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الموت اختياراً ....الإنتحار

كاتب المقال د- ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 825


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" الموت اختياراً " هو مصطلح شامل لما يتعرف الناس عليه ب "الانتحار" أن يقرر البشر (وأحياناً تنتحر بعض الحيوانات أيضاً)، إنهاء حياته بنفسه، لأنه يعتقد بدرجة اليقين أن حياته لا معنى لها سوى المزيد من الألام والتعذيب، أو أن ضرراً قد ألحق به، لم تعد حياته ذات معنى، فيقدم على الانتحار وبعضهم يتفنن ويحاول أن يعطي لمحة أخيرة عن شخصيته من خلال اختياره أسلوب الانتحار.

وقد يطلق على بعض حالات الموت اختياراً، " الانتحار "، أو قد يلجأ لها مناضلون يعتقدون لا قيمة للحياة بدون حرية الوطن، وقد يلجأ لها عسكريون ينفذون أعمالاً كخدمة للوطن، أو أنه لا يحتمل عار الهزيمة، (في اليابان هو تقليد عسكري " هيراكاري")، وهناك إنهاء للحياة يطلق عليه " الموت الرحيم " وهذه تتم بتقديم المريض طلباً بإنهاء حياته، المحتمة بسبب استفحال المرض بما لا يرجى منه شفاء، وتوافق إدارة المستشفى بعد تحققها من شروط مقدم الطلب : أنه بكامل وعيه، وأنه حياته في مسيرة العد العكسي وأنه يعاني ألاماً لا تطاق، وبقاؤه على قيد الحياة لا تعني سوى المزيد من الأوجاع. فيقدم على إنهاء حياته بطريقة نظيفة ومريحة وربما بحضور أهله وأصدقاؤه. وقد شاهدت بنفسي مشهداً كهذا يتم بأناقة بلا بكاء ونحيب ولا صراخ.

في بعض الدول الأوربية اليوم تشريعات تسمح بالموت الرحيم في المستشفى لمن لا أمل مطلقاً بشفائه، وفي مقدمة الدول سويسرا التي يعتقد أنها أسهل من غيرها، لذلك تروج اليوم في سويسرا ما يطلق عليها " سياحة الموت "، لذلك تقصد أعداد متزايدة من المرضى الراغبين في إنهاء حياتهم، سويسرا بهدف الانتحار في إحدى صور ما يعرف بالقتل الرحيم. وقد احتل الألمان المرتبة الأولى في قائمة من سافروا لسويسرا لهذا الهدف قبل عدة أعوام.

وأظهرت دراسة حديثة أن سويسرا شهدت ارتفاعا كبيرا للغاية في عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يسافرون إليها بقصد الانتحار بمساعدة آخرين في صورة من صور القتل الرحيم عن طريق ما يعرف باسم "سياحة الانتحار". وتم نشر الدراسة في صحيفة "جورنال أوف ميديكال إيثيكس " البريطانية. وخلال هذه الدراسة قام العلماء بمعهد الطب الشرعي في زيورخ بفحص بيانات 611 شخصا ممَن قدموا إلى سويسرا بغرض تلقي مساعدة للانتحار بين عامي في 2008 و2012. وتبين من ذلك أن 286 منهم جاءوا من ألمانيا، و126 من بريطانيا و66 من فرنسا. وتتراوح الفئة العمرية التي تقوم بهذه النوعية من السياحة ما بين 23 و97 عاما، وتصل نسبة النساء بينهم إلي 60 %. وقد تمت مساعدة جميع هؤلاء الأشخاص تقريبا على الانتحار باستخدام العقاقير المنومة.

وتقدم التكنولوجيا الحديثة، وسائل جديدة في إنهاء الحياة بسهولة وبدون ألام، وأحدثها كبسولة على شكل مقصورة مغلقة أنيقة جميلة وحصلت هذه الكبسولة التي تسمح لركابها بإنهاء حياتهم (قتل أنفسهم) على موافقة الحكومة على استخدامها. ولكن الفكرة تلقى معارضة الكنيسة (كما في بقية الأديان) . وأطلق على الكبسولة اسم ساركو Sarco يمكن تشغيلها من الداخل من خلال غمزة من عين الشخص الراغب في الموت وتعمل عن طريق تقليل مستوى الأكسجين داخل الكبسولة إلى ما دون المستوى الحرج في عملية تستغرق أقل من دقيقة. وتحدث الوفاة من خلال نقص تبادل الاوكسجين داخل جسم الإنسان، الأمر الذي يسمح للشخص بالموت بسلام نسبيًا ودون ألم.

والانتحار بمساعدة خارجية هو أمر مجاز قانوناً في سويسرا، وقد استخدم ما يقرب من 1300 شخص خدمات هيئتين للقتل الرحيم هما Dignitas و Exit العام الماضي. وتستخدم كلتا الشركتين عقار الباربيتيوريت السائل القابل للهضم لإحداث غيبوبة عميقة في غضون دقيقتين إلى خمس دقائق، تليها الوفاة.

تم تصميم كبسولة ساركو Sarco - وهو اختصار لكلمة التابوت الحجري sarcophagus - ليتم تحريكها إلى موقع يفضله المستخدمون ليكون آخر ما يشاهدون قبل الوفاة. وعندما يقرر الشخص أنه قد حانت اللحظة يتم فصل كبسولة العقار الموجودة بالداخل لتطلق الغاز ويبدأ مستوى الاوكسجين في الانخفاض تدريجيا ليدخل الشخص في غيبوبة ثم يموت.


---------
تم تحوير طفيف للعنوان الأصلي كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الموت، الإنتحار، القتل، العذاب، الألم، الوجود،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-01-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، صفاء العربي، إيمى الأشقر، رضا الدبّابي، سامح لطف الله، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، مجدى داود، عبد الله زيدان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، كريم السليتي، تونسي، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، محمود سلطان، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، ياسين أحمد، د - عادل رضا، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، علي الكاش، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، منجي باكير، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، صفاء العراقي، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، مراد قميزة، محمد عمر غرس الله، الهادي المثلوثي، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، أحمد النعيمي، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، رافع القارصي، محمد يحي، حسن عثمان، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، محمد شمام ، ضحى عبد الرحمن، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، كريم فارق، سيد السباعي، سلوى المغربي، نادية سعد، فهمي شراب، أنس الشابي، رافد العزاوي، عواطف منصور، سعود السبعاني، عراق المطيري، أشرف إبراهيم حجاج، صباح الموسوي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة