البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا يرفض العلمانيون العرب الحجاب؟

كاتب المقال د.ليلى بيومي   
 المشاهدات: 14459



إن هؤلاء الذين يرون في انتشار الحجاب ردة وتخلفًا ورجعية يؤمنون بأن سفور النساء المسلمات وتقليدهن في الزي لغيرهن من نساء المجتمعات الأخرى هو اختراق مهم ونجاح، أي أن العلمانيين يرون في انتشار ظاهرة الحجاب هزيمة لهم وإفشال لمخطط استهدافهم للمرأة المسلمة الذي حرصوا عليه من البداية.

ومن أساليب الرفض العلماني للحجاب، وصف العلمانيين للحجاب بأنه إهانة للمرأة وحجاب للعقل، ونسوا أننا أمة فيها عشرات الملايين من الرجال (غير المحجبين) ومع ذلك فهم معدومو القيمة بين الأمم، فلا الحجاب إهانة للمرأة، ولا عدم ارتداء الحجاب دليل على أن هناك حرية وعقل.

ولا يخل الأمر من اللمز والغمز العلماني بأن ارتداء الحجاب لا يعني شهادة لمن ترتديه بالعفة والشرف وأن ليس كل السافرات بالسوء الذي يراد الإيحاء به.

والحق أن الحجاب ليس من قبيل الشك بالمرأة، ولكنه حماية لها ممن يظنون أن كل امرأة سافرة سهلة المنال، فهو إذن حماية للمرأة في المقام الأول، وفي الغالب فإن الذكور المنحرفين تستهويهم النساء السافرات لا المحجبات أو يتشجعون بسبب المساحة المكشوفة لهم.

وإذا كان هذا هو ما لدينا من رد عقلي على حجة عقلية، فإن حكمة المولى - سبحانه وتعالى - أعظم وفيها من جوانب العظمة الكثير مما لا ندركه، فحسبنا أننا ننفذ أوامر ربنا وتعاليم ديننا.

ويقول العلمانيون المعارضون للحجاب أيضًا: إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية؛ لأنَّ العرب طبِعوا على حماية الشّرف، ووأدوا البنات خوفًا من العار، فألزموا النساء بالحجاب تعصبًا لعاداتهم القبلية التي جاء الإسلام بذمِّها وإبطالها، حتى إنَّه أبطل الحجاب، فالالتزام بالحجاب رجعية وتخلُّف عن ركب الحضارة والتقدم.

وإذا كانت النساء المسلمات راضياتٍ بلباسهن الذي لا يجعلهن في زمرة الرجيعات والمتخلفات فما الذي يضير التقدميين في ذلك؟! وإذا كنَّ يلبسن الحجاب ولا يتأفَّفن منه فما الذي حشر التقدميين في قضية فردية شخصية كهذه؟! ومن العجب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها، فلا يجوز أن يمسَّها أحد، ثم هم يتدخَّلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاءوا من الثياب.

ثم إنَّ التخلف له أسبابه، والتقدم له أسبابه، وإقحام شريعة الستر والأخلاق في هذا الأمر خدعة مكشوفة، لا تنطلي إلا على متخلّف عن مستوى الفكر والنظر، ومنذ متى كان التقدُّم والحضارة متعلقينِ بلباس الإنسان؟! إنَّ الحضارة والتقدم والتطور كان نتيجة أبحاث توصَّل إليها الإنسان بعقله وإعمال فكره، ولم تكن بثوبه ومظهره.

حجج العلمانيين في هذا الصدد كثيرة ولكنها واهية وغير منطقية وغير عقلانية، ويمكن تفنيدها بسهولة، وهي حجج تنطلق أساسًا من قاعدة الفكر العلماني الرافض للدين والأسس والقواعد التي يقوم عليها الدين الإسلامي.

إن كثيرًا من المفكرين العرب ينكرون الحجاب كفريضة إسلامية من منطلق علمانيتهم، والذين يعيشون هذا الهاجس أصبح لديهم عقدة متأصلة ومتشعبة ضد الإسلام، على كافة المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية والاقتصادية والرمزية، لدرجة أنهم يؤيدون ما يفعله الغرب ضد المحجبات المسلمات هناك، رغم أن الأمر في هذه الحالة إنما هو مسألة حرية شخصية في اختيار الزي، لا أكثر ولا أقل.

الشاعر العربي العلماني أدونيس يعبر عن رأيه بمنتهى الصراحة بقوله: "أنا ضد الحجاب؛ لأن إنسانية الإنسان هي أن يمزق الحجاب".
وهذا رأي مبني على ثقافة مريضة ومتطرفة وغير عقلانية وغير رشيدة، فهو الذي عليه أن يمزِّق حجاب الأنانية وحجاب الحقد وحجاب العداء للإسلام.
وما يقوله أدونيس وأمثاله إنما هو ضد العلمانية على طول الخط، فالعلمانية لو كانوا قرءوها بتعمق وفهم فعلاً لأدركوا أنها تؤكد تمام التأكيد على قضية الحريات أي كان مستواها ومصدرها، ولو فهموا العلمانية حقًّا لكان عليهم أن يحترموا حرية المرأة المحجبة وإرادتها في التعبير عن نفسها وعن هويتها.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-09-2008   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  9-09-2011 / 12:59:37   axamali
الحقيقة اولا

الحجاب ليس له علاقة بالاسلام وكل الشواهد التاريخية تدل انه فرض في الاسلام للتمييز بين المرأة الحرة و المرأة غير الحرة 0من العبيد او الخدم او الجواري0
ولو دار حوار حقيقي ولن اقول علماني لما في الكلمة من معاني سيئة و خبيثة برأي البعض ,لو دار نقاش حقيقي و تاريخي وواقعي لانتهينا من مسألة الخلاف الديني الى الابد...يقال ان الاسلام انصف المرأة و حررها ورفع الظلم عنها ..وبالمقابل تحفل امهات الكتب الاسلامية ان لبعض الخلفاء على سبيل الذكر هارون الرشيد من الجواري و العبيد مالا يحتمل هذا الرقم عقلا عاقلا..وهو كان يخاطب بأمير المؤنين؟؟؟؟؟؟؟ يالا العجب.

  3-07-2010 / 18:41:36   امــــازيغ
لا يفكرون الا في فروجهم

ان العرب و المسلمين لا يفكرون الا في فروجهم و النقاب او غيره مما تشائين من قطع الثوب التي يتسابق حراس المعبد القديم على اعلاء شانه ليس سوى عادة من عادات بدوالصحراء الذين يستغلون اليوم مواردهم البترودولارية لنشر خزعبلاتهم و خرافاتهم خارج صحرائهم .لقد اضحوا اضحوكة شعوب العالم فمن جرائم الغزو الى جرائم الأحزمة الناسفة اتركوا لكم جنتكم بانهار خمورها و ولدانها الخلدين و حور عينها اتركوا كل ذلك لكم اننا نريد الجنة على الأرض فانتضروا جنتكم حيثما ستجدونها .لا للنقاب و لا لغيرة من كل ما يجعل الموانطنة غير معروفة فاننا لا نريد ان نعيش مع مع ظلال متحركة الدين للله و الوطن للجميع و الحرية الشخصية لها حدود ان ابناء الألفية الثالثة لبالمرصاد.

  30-01-2009 / 12:42:22   علائ البلتائعهجي
أعزكِ الله يا دكتورة ليلى بيومي

بارك الله فيك و نصركِ و حفظكِ
قد أصبتِ و رب الكعبة و قد اجبتِ شبهاتهم و علمانيتهم بحروف قليلة لكنها قاصمة لظهورهم .. أراح الله الخلائق من شرورهم و حسبنا الله و نعم الوكيل.
و بارك الله فيكِ أختنا الدتورة ليلى بيومي و جزاكِ الله عن خير الجزاء و أكثر من أمثالك و أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، أبو سمية، عواطف منصور، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، محمد يحي، علي عبد العال، ياسين أحمد، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الطرابلسي، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، مجدى داود، سليمان أحمد أبو ستة، رشيد السيد أحمد، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، حاتم الصولي، تونسي، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، سلوى المغربي، سيد السباعي، أحمد الحباسي، العادل السمعلي، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، عبد الله الفقير، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، منجي باكير، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، محمود سلطان، عزيز العرباوي، نادية سعد، د - عادل رضا، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، صفاء العربي، عمار غيلوفي، فتحي الزغل، فتحي العابد، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، علي الكاش، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، الناصر الرقيق، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، يزيد بن الحسين، عمر غازي، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة